تضطلع إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام بدور رئيسي في الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة لمنع الصراعات الفتاكة وبناء سلام مستدام في جميع أنحاء العالم.
تقوم إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام بمراقبة وتقييم التطورات السياسية العالمية بهدف اكتشاف الأزمات المحتملة ووضع استجابات فعالة. توفر الإدارة الدعم للأمين العام ومبعوثيه في مبادراتهم للسلام، وكذلك للبعثات السياسية للأمم المتحدة في جميع أنحاء العالم.
إن إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام هي أيضا منصة مرنة للاستجابة للأزمات، قادرة، بموافقة البلدان المعنية، على نشر الوسطاء وغيرهم من خبراء صنع السلام بسرعة في جميع أنحاء العالم، والتعاون الوثيق مع المنظمات الإقليمية على الخطوط الأمامية للصراعات.
تقدم إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام الدعم للموظفين إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتقدم المشورة إلى لجنة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار بشأن الأقاليم السبعة عشر المتبقية غير المتمتعة بالحكم الذاتي المدرجة في قائمة الأمم المتحدة من خلال وحدة إنهاء الاستعمار التابعة لإدارة الشؤون السياسية وبناء السلام والخدمات التي تقدمها أمانة اللجنة المعنية بممارسة الحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني من خلال شعبة الحقوق الفلسطينية. تساهم الإدارة أيضًا بشكل مباشر في جهود الأمم المتحدة لتعزيز السلام ومنع النزاعات عن طريق تنسيق أنشطة المساعدة الانتخابية التابعة للأمم المتحدة من خلال قسم المساعدة الانتخابية التابع لها.
أنشئت الإدارة في 1 كانون الثاني/يناير 2019 عقب إصلاح البنية الأساسية للسلام والأمن في الأمم المتحدة، التي جمعت بين إدارة الشؤون السياسية السابقة ومكتب الأمم المتحدة لدعم بناء السلام. ودمجت إدارة الشؤون السياسية وإدارة عمليات حفظ السلام السابقة (التي أصبحت الآن إدارة عمليات السلام، أو شعبة عمليات حفظ السلام) الانقسامات الإقليمية الموازية في السابق لإنشاء هيكل واحد لتوفير تحليل سياسي أكثر تنسيقاً ومشورة استراتيجية في خدمة المنع وحفظ السلام وبناء السلام بعد ذلك. نزاع.
صنع السلام والدبلوماسية الوقائية
حيثما يبذل الأمين العام "مساعيه الحميدة" الدبلوماسية للتوفيق بين الأطراف المتحاربة لبلوغ السلام أو للحيلولة دون تصاعد النزاعات السياسية والمسلحة، تعمل إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام عادة وراء الكواليس لتحديد المهمة وتخطيطها وتوفير التوجيه والدعم للوسطاء. وحيث إن الأمم المتحدة في الوقت الراهن تعد إحدى الجهات الفاعلة الكثيرة العاملة في مجال متنوع للوساطة في النزاعات، تعمل إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام بمثابة مركز للخبرة في مجال الدبلوماسية الوقائية والوساطة وصنع السلام، يقدم خدماته للمبعوثين من الأمم المتحدة ومن خارج الأمم المتحدة، على حد سواء.
التحليل السياسي
تبدأ الاستجابات السياساتية الفعالة بتوافر المعلومات والتحليلات السليمة في حينها، بما يتيح متابعة الأحداث عن كثب وهي تتطور. وتتولى إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام، في المقام الأول من خلال أعمال الشعب الإقليمية التابعة لها، رصد التطورات وتزود الأمين العام بتقارير تحليلية ومذكرات إحاطة لإرشاد قراراته وتشكيل جهوده الدبلوماسية المستمرة مع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، والمنظمات الإقليمية وغير الحكومية، والجهات الفاعلة الأخرى. وكثيراً ما يُدعى كبار موظفي إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام لإحاطة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن التطورات السياسية العالمية، ووضع جهود الأمم المتحدة في صنع السلام، والأنشطة التي تضطلع بها بعثات الأمم المتحدة السياسية في الميدان.
المساعدة الانتخابية
إن وكيل الأمين العام للشؤون السياسية ورئيس إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام هو أيضاً المنسق المعني بالمساعدة الانتخابية التي تقدمها الأمم المتحدة، حيث يتولى تقييم طلبات الدول الأعضاء وضمان الاتساق في تقديم المساعدة التي تقدمها مختلف الوكالات والإدارات المعنية التابعة للأمم المتحدة. ونظراً لأن الانتخابات تؤدي دوراً هاماً في عمليات السلام وعمليات الانتقال السياسي الرامية إلى إنهاء إراقة الدماء، أو إقامة حكم ديمقراطي أو استعادته، أصبحت المساعدة الانتخابية مجالاً متنامياً في المسؤولية والخبرة الفنية.
خدمة مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة الأخرى
ويعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لدى اضطلاعه بمهامه الحيوية، على موظفي إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام للحصول على الدعم الفني ودعم الأمانة على حد سواء. وتقدم إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام دعما مماثلا من الموظفين للجنتين دائمتين أنشأتهما الجمعية العامة فيما يتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني وإنهاء الاستعمار.
الدور الذي يؤديه وكيل الأمين العام
يرأس وكيل الأمين العام للشؤون السياسية الإدارة ويديرها ويسدي المشورة للأمين العام بشأن المسائل التي تؤثر على السلم والأمن العالميين، ويضطلع ببعثات دبلوماسية رفيعة المستوى، ويقدم إرشادات لمبعوثي السلام والبعثات السياسية في الميدان.
الموظفون في أنحاء العالم
إضافة إلى موظفي إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام المهنيين والإداريين الذين يتجاوز عددهم 250 موظفاً في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، تستفيد الإدارة من أعمال البعثات السياسية وبعثات بناء السلام الكائنة تحت إشرافها، التي توظف أكثر من 4000 من الموظفين الوطنيين والدوليين في أفريقيا وآسيا وأوروبا والشرق الأوسط. وهذا الوجود الميداني يثري قدرة الإدارة على التحليل السياسي ويوفر منبراً مباشراً لبعثات المساعي الحميدة وغيرها من المبادرات الوقائية. وتعمل الإدارة عن كثب مع الدول الأعضاء لإنشاء مكاتب إقليمية للأمم المتحدة قادرة على تقديم الدعم والمشورة، حسب الاقتضاء، في منع نشوب النزاعات وتسويتها.